حكم صيام أيام التشريق عند المالكية تختلف عن غيرها من المذاهب، فعادةً ما تكون تلك الأمور مسألة يختلف عليها العديد من أهل العلم والفقهاء، وتتعدد فيها الآراء، ولكن يحاول الجميع التوحد تحت عباءة ما جاء عن رسول الله في الأحاديث، أو الاستناد إلى ما جاء في القرآن الكريم، ومن خلال موقع معلومة نت سنتعرف على تلك المسألة بصورة أكثر تفصيلًا.
حكم صيام أيام التشريق عند المالكية
اختلف أهل العلم والفقهاء في حكم صيام أيام التشريق، وجاء ذلك في ثلاثة أقوال، كالتالي:
- القول الأول: أنه لا يصح صومها بحال.
- القول الثاني: يجوز صيامها لكل أحد بنية التطوع، وغيره.
- القول الثالث: أنه يجوز صومها للمتمتع في حال لم يجد الهدي ولا يجوز لغيره، وهذا القول أرجح بحسب الأدلة، قال الإمام النووي في شرحه على مسلم: باب تحريم صوم أيام التشريق وبيان أنها أيام للأكل والشرب والتقرب إلى الله عز وجل بالذكر، ثم شرح حديث أبي نبشة الهذلي عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيام التشريق أيام أكل وشرب. فقال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيام التشريق أيام أكل وشرب.
- وفي رواية أخرى: إلى جانب الأكل والشرب، فهي أيام لذكر لله عز وجل.
- وفي رواية أخرى: أيام منى. وبها دليل لمن قال لا يصح صومها بحال وهو أظهر القولين في المذهب الشافعي، وبه قال أبو حنيفة وابن المنذر وغيرهما.
- قال جماعة من العلماء: بجواز صيامها لكل أحد من باب التطوع.
الأعمال المستحبة في أيام التشريق
في ظل التعرف على حكم صيام أيام التشريق عند المالكية، تأتي أيام التشريق حاملة معها العديد من مظاهر البهجة والسرور على الفرد، والبيوت المسلمة جميعها، وهناك بعض الأعمال مستحب القيام بها في تلك الأيام، منها:
- بالنسبة للحجاج: فيكون ذلك هو الوقت الأفضل لرمي الجمرات والمبيت في منى.
- ذبح الأضاحي: إذ ينتهي وقت الذبح بغروب شمس آخر يوم من أيام التشريق.
- الإكثار من ذكر الله -تعالى- وتعبده؛ وذلك لقوله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)، والمقصود بالأيَّام المعدودات هي أيام التشريق كما قال أغلب العلماء.
فضل أيام التشريق
بعد تعرفنا على حكم صيام أيام التشريق عند المالكية، فإن أيام التشريق هي أيام ميزها الله بالبركة، والمكانة الرفيعة، وذلك لما لها من منزلة ومكانة عظيمة في الإسلام؛ فقد ثبت عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قوله: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ)، والمقصود بيوم القر هو اليوم الأول من أيَّام التَّشريق، أي يوم الحادي عشر من ذي الحجَّة.
سبب تحريم أيام التشريق
أمر الله بتحريم الصيام في تلك الأيام لما بها من شعور بالسعادة والسرور على أهل البيت جميعًا، لذلك قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أكْلٍ وشُربٍ)، إذ يكن بتلك الأيام متعة للأبدان بالأكل والشرب، وتمتع القلوب بذكر الله وشكره.
ختامًا وفي نهاية مقالنا عن حكم صيام أيام التشريق عند المالكية، نكون تعرفنا على حكم صوم أيام التشريق، وفضلها، وسبب تحريم صيامها.
