اول ما ظهر الشرك في الناس ظهر في قوم واحد من أشهر أنبياء الله على الأرض، إذ كان الناس حينها يكفرون بوجود إله واحد خالق للكون وما عليه من كائنات، حتى إنهم كانوا يعكفون على قبور الموتى، ويصوروا التماثيل ومن ثم يقومون بعبادتها، فقد تسلل الشيطان إلى نفوس وعقول اولئك الناس من خلال خلق الصراعات والنزاعات بينهم وبين بعضهم البعض، وإثارة الفتن فيما بينهم، إلى أن فسدت نفسوهم وأفكارهم، وأصبحوا فريسةً سهلة لوساوس الشيطان، ومن خلال موقع معلومة نت سنتعرف سويًا على أول قوم كفروا بوجود الله عز وجل.
اول ما ظهر الشرك في الناس ظهر في قوم
نعرف جميعًا أن الناس قبل ظهور الرسالات السماوية الربانية على يد أنبياؤه كانوا يكفرون بوجود رب واحد أحد خالق للكون والكائنات، كذلك قد أشركوا به حتى بعد معرفتهم برسائل الرسل والأنبياء من قومهم، إذ كانوا يعبدون الأصنام التي يصنعونها بأيديهم، وإن اول ما ظهر الشرك في الناس ظهر في قوم سيدنا نوح عليه السلام، إذ ابتدع قومه عبادة الأصنام وتصوير التماثيل.
بداية رسالة سيدنا نوح عليه السلام
استكمالًا للحديث عن اول ما ظهر الشرك في الناس ظهر في قوم سيدنا نوح، فأرسل الله نبيه عليه السلام بأقدم دعوة إلى توحيد الله عز وجل على وجه الأرض، فقد كان قومه جميعًا من الكفار المشركين، وكان نوح عليه السلام من أولي العزم، إذ استمر في دعوة قومه إلى عبادة الله لمدة ألف سنة من الزمان، انتهت بإغراق كل من كفروا بدعوته، ولم ينج إلا من آمن به وبرسالته فقط.
منهج دعوة نوح عليه السلام
بعد التعرف على اول ما ظهر الشرك في الناس ظهر في قوم سيدنا نوح، فقد سلك سيدنا نوح عليه السلام في دعوة قومة منهجًا يتلخص في ثلاثة عناصر، هم كالتالي:
- أمره لقومه بعبادة الله وحده لا شريك له، وقد ذُكر ذلك في قول الله تعالى:
(فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ).
- عمل نوح عليه السلام على إبطال كافة الحجج التي واجهها به قومه، ونهاهم عن عبادة الأصنام، وذلك كما في قوله تعالى:
( أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ).
- خوف نوح عليه السلام على قومه من عواقب فعلتهم، وهي الكفر بالله عز وجل، قال تعالى في كتابه الكريم:
(إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ).
بداية دعوة نوح عليه السلام
بعدما تحدثنا عن اول ما ظهر الشرك في الناس ظهر في قوم نوح، فقد بدأ نبي الله نوح عليه السلام بنشر الرسالة التي حباه الله بها، ودعوة قومه إلى عبادة الله الواحد الأحد بالترغيب لا الترهيب، فكان أكثر الناس صبرًا على معارضة قومه له، وأكثر قومه حكمةً في معالجة الأمور والتصدي لكافة الحجج التي أتى بها بني قومه لإثبات انه مخطئ، وإنهم من على حق، إذ صبر على كفرهم، واستمر في دعوته لهم لمدة ألف عام، انتهت بأمرٍ من الله لنبيه نوح بصنع سفينة، يركب فيها كل من آمن بدعوة نوح ورسالة ربه، ومن ثم إغراق كل من على الأرض ممن كفروا برسالته ودعوته.
عدد من ركب السفينة مع نوح عليه السلام
اختلفت الأقوال في أمر عدد الذين قد ركبوا سفينة نوح بعد إيمانهم به وبدعوته، فمن الأحاديث ما قال إنهم كانوا 80 فرد من الرجال، والنساء، ومنهم ما يقول إنهم كانوا 72 فرد رجالًا بنسائهم، ومن الأحاديث ما قال انهم كانوا عشرةً فقط، ولكن ما تم الاتفاقي عليه هو انه لم يحيى ممن كانوا على متن السفينة مع نوح عليه السلام إلا ذرية نوح، حتى من ركب معه في السفينة فقد توفي بعد نزوله من السفينة مباشرةً، وجميع من عاشوا على الأرض من أُممٍ وحتى الآن، هم نسل أولاد نوح الثلاثة : حام، وسام، ويافث، إذ جاء في كتاب الله الكريم العديد من الآيات التي تثبت صحة ذلك، وتلك الآيات هى:
-
(قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ).
-
(ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ).
-
(أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).
-
(وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ).
وبذلك من خلال الآيات السابقة فقد ثبت لنا عدد ركاب سفينة نوح وذكرنا الإجابة عن اول ما ظهر الشرك في الناس ظهر في قوم.
توصلنا لنهاية المقال الذي تعرفنا فيه على إجابة سؤال اول ما ظهر الشرك في الناس ظهر في قوم، فقد بعث الله في عباده من الأنبياء والرسل من يدعونهم لعبادته، الواحد الأحد الذي لا شريك له، وذلك منذ بدأ الخليقة على وجه الأرض، وختامًا بخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، فقد جاء حاملًا رسالة الدين الإسلامي، والذي سبقه العديد من المرسلين بدعوةٍ لعبادة الله وحده دون غيره من الناس، أو الأشياء.
